بلاهة رومانسية

فى سكون ليل فيروزى ، أنام ، بعدما يصيبنى من حنانك هدوء ، لا استطيع الحصول عليه دائما ، فى سكون تتسلل أنفاسك الملتهبة ، تداعبنى، لا يتبع احتوائك نشوة ارتواء ، ولا تتبع قبلتك توتر للجسد المدلل بالكذب ، رغبة لا تنبع من عشق ، ملائكتك الحزينة ، تخبرنى عن وحدتك التى تفضلها ، وأشيائك التى تبعثرها فى الطريق ، وحبيباتك الضائعات فى ثنايا ملابسك البيضاء ، حبيباتك اللاتي لم يحسمن أمرهن معك ، ولم تحسم أنت أيضا أمرك معهن ، لا تبكى ولم تبكى على إحداهن أبدا ، بل تحول الحزن لخلود ، فى تلك الكلمات التى تتصارع على صفحة جهازك الأصم.
فى سهرتنا التى تتحادث فيها الكؤؤس أكثر منا ، يتعارك الأصدقاء معركة وجودية ، يتجلى فيها الله بكل أبهته وجماله ، يتخاذل الشيطان منسحبا من جلسة سكر عنيفة ، بعد أن قام بواجبه ، الآبله لم يعى ، أن السكر الحديث ذلك الذى تصحبه الثورة يؤكد وجود إله ، فتجدهم بلا أى قصدية يتحدثون عنه ، أنا وأنت لا ندخل فى ذلك الصراع ، لأن لدينا صراعا آخر ، فى مقاومة إنجاذب جسدين متعبين من الوحدة ، يرغبان فى توحد روحى لا نكران له ، تم الاتفاق بشكل قاطع بينهما على آلا يلتقيا بدعوى الشوق واللهفة ، الجميع يستمع لدقات لاهثة تحارب الكتمان ، بعيدا عن صخب الجدال الدائر بين الوجود واللا وجود ، وفى عناق يطول دائما ، بلا إحساس بالزمن والآخرين ، نقرأ فى نظراتنا المختلسة للحياة المدفونة داخلنا ، سطرا واقعيا ، "الآلهة التى تجيد احتواء الأحبة المتفقين عليها ، تعطى بسخاء لمحبيها ، هى نفس الآلهة التى تغضب عندما ينصرف الأحبة عنهم" ، فأنسحب من حضنك بهدوء وأنام
تعليقات
تحياتي
حسن أرابيسك