المشاركات

عرض المشاركات من 2013

من يوميات الوحدة -10

صورة
منتصف الليل حيث تسكن هناك بموتك وأنتظر هنا موتى لم أزورك كثيرا أعرف لأننى لا أريد منك رد الزيارة كفانى منك ما كان كيف لقسوتك ان تستمر كل هذه السنوات أن تبدأ بتحطيم روحى ثم تستمر لسكب سائل حزن سميك عليها بزيارتك المستمرة لى فى احلامى أليس من حقى الحياة بلا خووف من ضمة ذلك القبر الذى احببته أنت أمجبرة أنا على مصاحبتك دنيا وأخرة ؟ لا ، لست مضطرة هنا صحيح أقضى الليل بوحشة القبور الذى لا يسكنها الفقراء والمجرمين  لكننى أقاوم عدمك بضحكة الحياة فى عين من احبهم ولكنك لا تتركنى الا وأنا أحلم بكوابيس ليدك وهى تشد روحى او روح ابنتى لك  أما أن الأوان لترتاح وتهدأ قليلا  وتسكن كمصاص دماء طعنه فاعل الخير بصليب خشبى ..

بيتى فى جريدتى ، جريدتى فى بيتى

صورة
                                       أنا وبابا حبيبى هناك وجوه عندما تراها صباحا ، تساهم فى أحد أمرين ، اما ان يكون "نهارك نادى بأذن الله " أو " لامؤاخذة مطين انشالله " ، اما أنا فلا أقابل النوع الثانى ابدا ، دائما ما يكون بداية نهارى بوجوه مشرقة وجميلة وابتسامتها لا تفارقها ، فى المكان الذى أحبه اكثر من اى مكان فى العالم ، المكان الذى دخلته صغيرة وكبرت فيه وكبر حلمى معه وفيه وله ، بيتى الأول ، نعم ، فأن الأمان الحقيقى لأى انسان طبيعى هو عمله ، وهكذا احساسى بعملى ومكانه ، المكان الوحيد الذى أشعر فيه بالأمان ، أبى هو زكى مصطفى الناقد والمؤرخ  الفنى بالمساء لسنوات طويلة ، ورئيس القسم الفنى بحريتى لسنوات ايضا ، ذات مرة حدثت  بأننى أحب عملى اكثر مما أحب بيتى ، ولو أستطعت لقمت بعمل سرير ودولاب فيه لما ترددت ، فنظر لى نظرة لوم ودهشة ، وقال لى ، "عيب كدا ، ميصحش ، انتى لكى بيت " ، نعم لى بيت واثنان وثلاثة واربعة ، وبيوت كثيرة ، لكن المكان الوحيد الذى أشعر فيه بالأمان والملكية فى نفس الوقت هو "جريدة الجمهورية " سيتعجب البعض من هذا الشعور ، وسيتفه

عشق آلهى

صورة
    أنا دليلى على وجودك ، كلما نظرت فى المرآة ووجدت صورتى كم هى جميلة ، كلما مرضت وتألمت من مكان غريب ، كلما تأملت دقات قلبى ، ورؤيتى للكون وتفاصيله ، كلما تحركت قدمى ، يدى التى تكتب لك الأن ، حزنى وفرحى ، كل تلك التفاصيل التى اجتهد العلم للحفاظ عليها للابد ثم تنتهى بموت ، اجد ان الموت دليلى على وجودك ، انت هناك واعرف انك خالقى ، واوافق بكل الرضا والقناعة لأن عقلى لايقبل ابدا أن يوافق على أن كل ما اتم ... تع به من جمال وقدرة ومشاعر هى صنيعة صدفة من مجرات الكون المنشطرة ، انا مصنوعة بدقة ومحبة وعشق منك لى ، كما اعشقك تماما لن يوافق عقلى يوما رغم هذا الاختراع المسمى بالدين الذى اختلقه وابتدعه بعض خلقك ليسيطر به على البعض الآخر ، ان أختذلك فى كلمة الحاد او تدين ، انت يا حبيبى أروع وأجمل من ان تختذل يا خالق الجمال ليخذل القبح ويا خالق القبح ليتألق الجمال ، أحبك كلما نظرت لى ولكل من حولى ويزداد يقينى بأنك لست بعيدا عنى .

بوركتم اشباحى

صورة
  أشباح البيت تبشرنى بكرنفالات ، ستزول اثار الدماء قريبا ، نعم ، اقتربت ساعة الخلاص ، وها هو المخلص يقترب ، انه داخلنا ، هو لا يأتى من السماء ، ولن يبعث من الأرض ، نحن فئة من البشر ، نعرف ان خلاصنا لا يرهن بالمصلوب ولا المعصوم ، خلاصنا مرهون بارادة الايمان بأن الحرية أصل الكون ، أشباح البيت اللطيفة ، تلهو نهارا معى على غير عاداتها ، تداعب غرف القلب وفصوص المخ ، توهمنى انى قديسة فجأة ، ثم تعاود بتذكرتى انى بشرية مسكينة لا طاقة لى على الزهد ، ولكن بين هذا وذاك ، تلاعبنى اشباحى باقامة الصلاة فى الصالون ، ثم تذهب لقرع كؤوس فارغة فى المطبخ ، هم الأن يفتحون الباب فى اتجاههم للخروج ، سألتهم الى اين وجهتكم يا اشباحى الجميلة ، فكانت اجابتهم ، انهم سيذهبون لحلق لحى الكاذبين ، فاصحاب اللحى الحقيقيون لا يكذبون ، وانهم سيقومون بدور واعظ القرية الطيب ، ولن يقوموا بدور الشيخ المأجور فى الزوجة الثانية ، أشباح البيت اصدقائى ، اوصيكم عندما ترون دماء ان تمحوا اثارها ، فأكدوا على ، انهم ذاهبون لمنع مزيد من الدماء أصلا .أربكونى نعم ، لكنهم اوفياء لى جدا ، بوركتم

حالة ملل

صورة
هذا العالم لا يشبهنى  ربما يتماس مع رقعة صغيرة  رتقت بها تجويفا عميقا حفرته أحزان الماضى  لأننى كأنسان قوى أكره أن أقول  (أحزان الماضى) فإذا بهذه الرقعة لا تناسب نسيج روحى  وتقرر الفكاك بغرزات الخيط الفرانكشتينى  تترك مكان التجويف فارغا كما هو  يرفض الترقيع الساذج من هذا العالم  الذى لا يشبهنى  سيتراجع حتما ويرضينى  يملأ تجويفى الحزين بقرون فلفل أخضر  تفتح شهيتى للحياة المزعجة  كم مللت الحياة المزعجة.

وحدوا المبدع الاول

صورة
أيوا أنا بعرف أقف زى الباليرينا على طراطيف صوابعى ، وبعرف افرد دراعاتى المليانين بخفة تخبط الهوا يطير شعر السبرانو الطويل وهى بتغنى اوبرا مش فاهمة معانيها ، لكنى حاسة كل كلمة بتغنيها ، أيوا أنا بعرف أعمل لولوة التعبان وانا برقص رقصة حديثة ، وبعرف ألف حركات جنان مع أى مزيكا ، ويجيلى الوحى من السماء اه من السماء مش مصدقين ، طب لما تفكر تلبس التنورة الملونة وتلف وانت بتبص للسماء هاتشوف الوحى ازاى رق ونزل فى قلبك ، ياخدك من ايدك بنفس الخفة اللى بياخدنى بها ، بصراحة عمرى ما عرفت اعوم ، لكنى عرفت اعوم بالرقص وبالغناء وبالمزيكا وبالكتابة ، عرفت اعوم فى فضاء الكون اللى مش بيحجمه ويخليه مقاسى غير الكتابة ، الفن ، يعنى ايه؟ يعنى ازاى مش شايف فى اله الكون انه المبدع الاول للفنون ؟ طب نوريك أزاى؟ هو لما قالك أقرأ عشان تحفظ الحروف وترصها جنب بعض مشانق للمعانى اللى اتكتبت لك فى كتبه ، لا لما قالك أقرأ يعنى أفهم يعنى أبدع ، يعنى ورينى حتة من روحى اللى مديهالك فيك يا بنى أدم يا حتة طين ، لو محستش بكل الابداع اللى انا عملتهولك هاتبقى حتة طوبة ، تمثال اسمه بنى أدم ، ولأنى متدينة خالص

Yo

صورة
طول الوقت وانا مقتنعة ان الصدفة هى خطة موضوعة مسبقا من قبل مخرج عظيم لا نعرف هدفه من تنفيذها علينا ، فأن الذى أقابله لم اقابله مصادفة ، بل لأن هناك شيئا سيحدث عقب مقابلتى له ، والاماكن التى اذهب اليها ، لا اذهب اليها عشوائيا ، بل لهدف اعرفه بعدها بزمن طويل ، الصدقة ابنة الخطة الالهية الكبرى ، الذى يضعها ببراعة المخرج الكبير ، انا أؤمن بوجوده تماما ، وانتظر بصبر ما ستنتج عنه كل المصادفات القدرية ال ... مرسومة بدقة ، هو فقط يعرف لكل منا الماكياج الملائم له (الشكل ) ،الديكور المناسب له (السكن) الموسيقى التى تناسب المشهد (دموع أو ابتسامة) الملابس التى تليق به (مظهر) وحتى الاكسسوارات والبطولة المساعدة والكومبارس ، هو يصنع كل شىء حولنا بدقة متناهية ، حتى انك تنسى تماما انك ضمن خطة الفيلم الكبرى ، ويضع لنهاية حكايتك فى الحياة الافيش المناسب (مآساوى أو مبهج) صدق صدف ، خطط خطط ، اننا جميعنا ابطال حكايات ، وكومبارس فى حكايات وادوار مساعدة فى حكايات ، وفى اخر الامر يحرمون الفن ، بالله عليكم كيف يحرم ما ابتدعه الخالق .    

صلاة واحدة (القصة الفائزة بمسابقة أدب العشق فى 2010)

صورة
  -1- بعد صلاة الفجر بساعة تصحو البنت الصغيرة تفرك في عينيها ، تفتحهما عن أخرهما وهي تطلع فوق السطح لتراقب أمها وهي تنثرالطعام لطيورها وتكلمهم بلغتهم الخاصة " لوقلق..لقلقلق" تنظر البنت للنهارالظاهرلتوه محتضنا بقايا ليلة صافية وللمعة النجوم المنسحبة ببطء من حضن السحابات تاركة للنهار فرصته، تسأل أمها : - " هاروح الكُتاب أمتا " -          لسة بدري يا نواره .. أنزلي نامي.. أنت حفظت -          ايوا .. طـب أنا هاجعــد اسّمع شويا لغاية المعـاد -          يا بتي دا لسه بعد صلاة الظهر ، نامي شويا وجومي العبي مع العيال   تنزل البنت تجلس علي باب الدار وفي يدها لوح الإردواز التي تكتب عليه أسم "شادي " بالطباشير وتمسح ما تكتب ، وتلعب مع نفسها لعبة " الكتاب ": -     أه يا مولانا أنا حافظة أهوه ، فتقرأ سورة " آل عمران " حتى أخرها ... وهي مغمضة العين مقلدة الشيخ بتمايلها يمينا ويسارا   بسرعة ... تفاجأ بـ " شادي" الفتي الصغير جارها ، الوحيد الذي تلعب معه دون الأولاد الآخرين ، وهو يمر عليها كل يوم ليذهب خلسة معها