شجر الليمون

خطاب
الراسل / سهى زكى
المرسل اليه / مقابر الأباجية
رخامة محمد حسين بكر
القاهرة فى 16/4/2007
-1-
تتلالأ أنوار السماء ، ترقرق عينى بلهفة ترعش قلبى المتعب ، تتناثر النجوم على الأرض حولى على ارى ان الضوء قريب جدا ولا داعى للوهم ، لكنها الحقيقة ، فلن أستطيع ان أمسك النجوم حتى تتفتح عينى بنورها ، ولن استطيع ان أخرج من الدائرة المظلمة الأن ، ربما حينما يبدأ القمر بالظهور تتغير الأحوال ولكن منذ ترقرقت عينى بدمع حارق جدا وكأنه نار تنزل على خدى تحرقه لا أستطيع ان أرى أى قمرا فى السماء.
-2-
أبحث عنك وأناديك بتلك الأغنية التى طالما سمعتها منذ صغرى وعشقتها لسبب لم أكن أفهمه وقتها ، وإذا بى بعد مرور كل تلك السنين أعرف الأن لما أحببتها كل هذا الحب ... بالتأكيد كل منا داخله أغنية يحبها كل هذا الحب ، سيعرف بعد وقت لماذا أحبها كل هذا الحب
كام عام ومواسم عادوا
شجر الليمون دبلان على أرضه
وفينك
بينى وبينك أحزان ويعدو
بينى وبينك أيام وينقضو
شجر الليمون دبلان على أرضه
فينك بينى وبينك أحزان ويعدو
بينى وبينك أيام وينقضو
فينك أنا من غيرك
أنا مش عاقل ولا مجنون
أنا مطحون والدنيا دى رحايا
وقلبى حب الحب وحاببى عيون
شجر الليمون دبلان على أرضه
وكل شىء بينسرق منى
العمر من الايام
والضى من الننى
وكل شىء حواليا ينده ليك
جوايا بنده لك
يا ترى بتسمعنى

-3-
أول أمس كانت المرة الأولى التى أذهب فيها لمقهى "التكعيبة " بعد ان سافرت، لقد كنا سويا أخر مرة ، هل تذكر ، بالتأكيد تذكر ، جلست أنظر حولى وأتحدث فى موضوعات كنت تحب أن تتكلم فيها ، على فكرة يا محمد قام الارهابيون بعمل تفجيرات أنتحارية فى الجزائر والمغرب ويقال ان تنظيم القاعدة هو المدبر لها ، ولكن هناك تكهنات أخرى تؤكد ان الموضوع كله أمريكا واسرائيل وانه لن يخرج عنهم لرغبتهم فى السيطرة على المغرب العربى بالمرة ، بس أشرف أبراهيم صاحبنا الفنان الذى كان سيرسم لك مجموعتك "عبدالله المسكين له .. ولأحبابه " قال ان مش ممكن دا يحصل لأن الجزائر والمغرب وتونس كمان بيعتبروا تبع اوروبا مباشرة ولو حصل كدا فرنسا مش هاتسكت ، ما رأيك فى هذا الكلام ،أعرف ان لك اراء مختلفة و تحليل للموقف بعيدا عن الانفعالات ، وايضا أشتعل حريق هائل فى الفيوم فى أبار البترول هناك ، لكن لا تشغل بالك ، انا أعلمتك بأخر أحداث الدنيا ، لكن انت هناك مستريح من كل اللى احنا فيه قمت بعمل اعلام وراثة لإثبات حق نهى كما سبق وأكدت على " أهلى حرمونى علشان يعيشوا ، حاولى تاخدى حقى منهم ، وهو حق نهى فى الأول وفى الآخر " اه ..لكن الموضوع خانق جدا ، خاصة ان اخواتك ووالدتك يؤكدون على أنهم لم يضربونى على يدى لأتزوج من هو فى ظروفك وأنى أستحق وأنى ليس لى شىء.. "هو مش كان عايش انه كان المفروض يعمل قبل ما يموت" ...هأ هأ هأ ... معلش متزعلش ما انت عارفهم
-4-
المهم انى بعد ما خلصت المشوار دا نزلت الف عليك أقول يمكن أبص كدا ألاقيه جى بخطوته الخفيفة المهتزة كخطوات الجمل بابتسامته الواسعة ، وقعدت أسأل أسئلة عن الموت والحياة ويا ترى اللى مات بيحس باللى عايش بيفكر فيه ولا لأ ورغم انى كنت قبل كدا مقتنعة جدا جدا بفكرة العلاقة الجميلة اللى ممكن تنشأ بين حد ميت والتانى عايش وانا عارفه ان المكان الوحيد اللى ممكن نتقابل فيه هو مملكة احلامى ، على فكرة كمان أنا عايزا اقولك انى خلصت كتاب علاء الديب عيون البنفسج للمرة السادسة تقريبا خلال شهر ومش عارفه ليه ، تعليقاتك على كل صفحة بخط أيدك بتخلينى حاسه انك قاعد بتقراه معايا ، خاصة أنك كنت بتحبه جدا والغريب أنى لاقيت شخصية البطل تامر فكار تشبهك تماما وتشبه تلك السيرة القصيرة لك وقد تذكرت وجهك وانت تتلو على تلك الابيات التى أختتم بها علاء الديب راويته حين كنت تؤكد لى وقتها أن تحقيق تلك الابيات قد أقترب ...
" رجفة الجسد "
ليته يرتجف
مرة واحدة أخيرة
كى أعرف أننى حى
هزة واحدة – قفط – من الرأس للقدم
لا دبيب
لم يعد جسدى – أبدا – يرتجف
حزن صامت ، معقم ، عازل
حط على أطراف الأعصاب
قطع عنى كل أتصال
واقفا فوق قبر أبى
جسدى لم يرتجف
لا دموع ولا ألم
كنت – فقط – أريد أن أدخل
أجلس إلى جواره
وعندما تنتهى تشرح لى كيف ان كل موهوب داخله شاعر ، لابد ان يكون الروائى شاعر والقاص شاعر والموسيقى شاعر ، الشعر أساسى ، انت فاكرا ان الشعر دا شغلانه ، لأ ، بس وحى ، وحى صعب ينزل الا على ناس واصلة قوى لفوق ...فقلت لك أنا عارفه دا كويس أوى واتخانقت معاك وانا بثبت لك انى زى زيك بحب الشعر جدا والدليل على كدا شعر محمد أبو زيد اللى انا باعشقه وقلتلك منه شوية وكمان استشهدت بكلمات لعماد أبو صالح وانت بتأكد على كلامى ان عماد أبو صالح بيتكتب بطريقة مش شبه الطرق اللى معروفة فى الشعر بس اسمعى كدا بيقول أيه:
بلدى لا تعرفنى
داست حوافر البلدوزر
أشجار أبى القديمة
تفرس الناس فى وجهى
قالوا : من ، وأبن من ، وبكم ؟
شاهدت فى التليفزيون
مذبحة ومقبرة جماعية
وأطفالا لايتنفسون
أحسن ما فى التليفزيون
أنه عابر
صورة تحدث فى مكان بعيد
دا الشعر ، الآلم اللى بيخرج ناعم فيجرح أوى ... طيب يا محمد أمتى ترجع تقعد معايا تانى ونتخانق سوا على أى وجهة نظر، بصراحة رغم انك صعب الاحتمال ، إلا أنى من غيرك برضه حاسه انى مش طبيعية ، ويمكن أتعودت الحزن والآلم وبقيت مريضة ومحتاجة علاج ... لكن اللى انا متأكدة منه أنك وحشتنى

تعليقات

لملم جروحك يا حزين وأمشي
خطوة كمان وتخف الامك
مش عارفة
شوية حسيت ان محمد مسافر
و مستنياه يرجع
و في جمل تانية حسيته مات و انتي مش قادرة تصدقي ده
عاملة معاه حوار و هو مش سامعه

علشان تصدقي لازم تعترفي الاول ان اللي حصل حصل

سهى
انا متعاطفة معاكي جدا و حاسة بيكي قوي
بس لو قعدنا نستنى اللي فات عمره ما حيرجع
و حنضيع ايامنا و السلام
و يمكن نضيع علينا فرصة اننا نشوف ناس تانية كويسة

تحياتي
أنا ما كنتش ناوي أعلق بس الأخت سمباتيك هي اللي استفزتني
هي ممكن يكون عندها حق
بس حسيت ان هي حد قاسي
وان الأمور اللي بالشكل ده بتتقال بطريقة غير دي خالص
رجعتتيني لمحمد تاني يا سهى رغم اني ما نسيتوش
‏قال الأرمـوطــي
الوحده................شئ فظيع كان الله فى عونك
‏قال soha zaky
العزيزة سمباتيك ... رغم فعلا القسوة اللى ف كلامك زى م محمد صلاح قال الا انك عندك حق ، وانا بحاول اعمل دا ومحمد عارف ، لكن من غير ما احس بلاقى نفسى بارجع لنفس النقطة ، مش مصدقة
‏قال soha zaky
يا محمد يا صلاح يا عزب ، أنا متأكدة من أحساسك دا ، وعارفه اد أيه ممكن تكون فاهم وحاسس أد أيه ، لكن برضه سمباتيك عندها حق جدا ... وأشكرك على وقفتك المستمرة جنبى ... يا محمد يا صلاح يا عزب
‏قال soha zaky
نهنوه حبيبتى ، أزاى تقوليلى لملم جروحك يا حزين وامشى وانت كاتبه البوست بتاع النهارده بالشكل دا ، بالزمة اصدقك ازاى ... ها ردى عليا ..
‏قال soha zaky
السيد / أرموطى
أشكرك جدا جدا على تعاطفك الحقيقى واللى جايب من الآخر ، فعلا الوحدة شىء فظيع
‏قال حسن ارابيسك
رحِمَ الله محمد واسكنه فسيح جناته
تفرض علينا قوانين الحياة أحيانا أن نتجرأ ونسال الله عز وجل طب ليه وازاي وإشمعنى
ونحاول أن نكتشف سر هذه السُنن حينما يقولون لنا وقت أن ينزع الموت من بيننا من شاركونا دُنيانا بكل أفراحها وأحزانها ومعاناتها، فتشُق صدورنا وتُذبح قلوبنا وتُصلب على أسوار مدائن بُنيت فقط للإحزان
نحن لم ندخل من أبوابها فأبوابها فقط للخروج وقد غُرسنا قهراً داخلها
وها هي ابوابها ضخمه شاهقه فمن استطاع الخروج فليخرج
ولكن هيهات فالأرجُل ثقيلة والأقدام لاصقة بطمي أحزانها
فمن غلبته احزانه وتملكت منه غاصَ رويداَ رويداً في ارضها وأنتهى أمره
ومن قاوم ونهل من إيمانه العميق وأيقن أنه لاحول ولا قوة إلا بالله خفت قدمه وهمت بالخروج فأعانه الله على الخروج ولكن لم يفقدهم الله سبحانه وتعالى في قلوبهم مكانة من أحبهم
ولكن انا أعرف انالأمر لا ينتهي عند هذا الحد يظل يشغلنا هاجس أخر وهو عند رحيلنا نحن وما يترتب عليه من حزن عند من أحببناهم وأحبونا وتجرعهم من كاس شربناه نحن من قبل وعرفنا مرارته فيعز علينا عذابهم وتالمهم من بعدنا .. ولكن هي الحياة شئنا أو أبينا فلا نملك إلا أن ندعو الله دائما اللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا أنت مولانا

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراف الاعمى

الشذوذ الجنسى

القنفذ