المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٥

السيد .. لهاث

صورة
لا يسعنا سوى اللهاث ، نعم هو اللهاث ، فلا يمكن أن تكون الحياة سوى لهاث ، لا اعرف اين هم هؤلاء الذين يسعون فى الحياة بهدوء وسكينة ، جميعنا يلهث ، كل حسب هدفه ، هناك حيث الحروب تشتعل يلهث المتناحرون وكل منهم على يقين انه على صواب ، الجميع ذاهب الى الجنة ، وهنا حيث يأكل الناس لحوم بعضهم نيئة على موائد نميمتهم يلهثون أيضا ، وكل لسان يعتقد انه يقول الحقيقة المطلقة عن قطعة اللحم تلك ، فى الزوايا يرتكن الفقراء بلهاثهم خلف لقمة العيش الحلال أو الحرام ، هو فقط من يعرف كيف يطعمهم وهو القادر على تقييم حلال لقمتهم ، البشرية تلهث منذ اكتشافهم لدقة قلب مع رعشة أحشاء لحظة لمسة أيدين الحب الأول ، وهم يفاجئون بتحطم احلامهم فى ماراثون الجرى وراء تحقيقها ، يلهثون حتى اذا تحققت ليحافظوا على ثباتها ، الغنى يلهث لزيادة ماله والفقير يلهث لتأمين حاله ، والكاذب يلهث لإثبات صدق كذبه ، والصادق يلهث لتضميد جرح نتج عن صدقه ، الواثقون من أنفسهم يلهثون خلف التفاخر ليساعدهم ، والساخرون يلهثون خلف الضحكة ليداروا بها سخفهم ، الجميع صعب حصرهم ، لكن البشرية جمعاء تلهث وتلهث وتلهث ، وفى النهاية يعود كل فرد لوحدته ي