شكرا معرض الكتاب 2014

جاء معرض الكتاب هذا العام فى أعقاب مرحلة مرتبكة تماما سياسيا وأجتماعيا ، عانى فيها الناس من اضطرابات نفسية وعصبية أرهقتهم بشدة ، ورغم البداية الهادئة جدا للمعرض فقد افتتح قبل الاحتفال بعيد ثورة 25 يناير بيومين فقط ، ولكن بعدما مر اليوم بسلام هجم جمهور المعرض عليه وكأنهم يهجمون على قطعة لحم شهية ، كم هو شىء يدعو للتفاؤل والبهجة أن ترى الناس مقبلين على معرض الكتاب بهذا الكم ، ما بين راغب فى الشراء أو متابع للندوات أو ينتظر كل عام ليقابل أصدقائه الذين لا يقابلهم طول العام لاى ظروف ، أو هؤلاء الذين يأتون للمعرض كنزهة رخيصة السعر ، وربما يمكنهم شراء كتاب يفيد أحدهم ، معرض الكتاب يكشف لك أن الراغبين فى الثقافة والمعرفة فى مصر لا عدد لهم ولا حصر ، ولكن كل واحد يبحث عن ثقافه ترضيه ومعرفة تهمه مهما ان كانت مرجعيته ، ومن المزايا الذى حققها معرض الكتاب خلال السنوات الطويلة الماضية ، أنه صنع جمهورا للكتاب والقراءة عبر المشاهدة والمتابعة ، فهؤلاء الأطفال الذين كانوا يأتون مع أهاليهم للنزهة كانوا يتابعون الكبار الذين يقفون امامهم هناك عند سور الأزبكية او فى جناح دور النشر ليختاروا كتب بعينها ، سلوك شراء الكتب واقتنائها هو سلوك معدى ولكنه سلوك ايجابى ، يكبر الطفل وهو يعرف أن للمعرض وظيفة أخرى غير التنزه واختيار الكتب الرخيصة المفيدة لتوجه ما يريده ، ان استمرار معرض القاهرة الدولى للكتاب مهم جدا ليس لنا نحن المستفيدين منه ككتاب وقراء عرفنا ما نريده ، ولكن لقراء وكتاب وعلماء المستقبل من أطفال اليوم ، ولفرحتى بمعرض الكتاب وبعد تشجيع من صديقتى رباب كساب ، قضيت يومين من أجمل أيامى فى الفترة الأخيرة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب ، فى ظل العزلة الإختيارية التى فرضتها على الظروف وتوافقة مع طبيعتى النفسية والعصبية والاجتماعية مؤخرا ، يسأل على أصدقائى الذين أفتقدونى عبر الفيسبوك ، يطمئنون على وعلى أحوالى بعد قلق بالغ أصابهم آثر إختفائى من على هذا الموقع الإجتماعى المخيف ، قررت التحرك خارج تلك العزلة الاليكترونية والتواجد بين البشر لحما ودما حتى ، فأنا لست ممن يحبون إثارة الأساطير والحكايات حولهم ، خرجت حتى أطمئن أصدقائى وأحبائى على ، وليتأكدوا أننى لم أبتعد عن ذلك الفضاء لا لأننى مصدومة عاطفيا ، أو نفسيا ، أو حدث لى مكروه لا قدر الله ، وكان المكان الأمثل للقاء اكبر عدد من أصدقائى هو معرض الكتاب ، ذلك المكان الذى يعد وسيلة ناجحة للتواصل بين كل الكتاب من الدول المختلفة كل عام ، فحظيت بلقاء أصدقائى المقربين والعابرين وبكل خجل بعض المعجبين ، واستمتعت بحضور ندوة لكاتبة سورية جميلة ومثقفة واعية وهى شهلا العجيلى ، والذى ناقشها الدكتور حسين حمودة والدكتور مصطفى الضبع وادار الندوة الروائى الكبير أبراهيم عبد المجيد ، كما أستمتعت بحضور حفل توقيع الكاتبة الصحفية الرقيقة زينب عفيفى ، وجمعتنى لقاءات بصديقة روحى الجميلة الطاغية مى خالد والحنونة إلى حد البكاء ميسون صقر التى أخذت تحتفى بى وتمدنى بطاقة محبة أبهجتنى.
                                                                      سهى زكى وميسون صقر
                                                                        سهى زكى وفاطمةالبودى ورباب كساب مع زينب عفيفى
                                                   الكاتبة الصحفية زينب عفيفى والروائية رباب كساب 
 والناشرة القمر صاحبة دار العين فاطمة البودى ، والشاعر والمؤرخ شعبان يوسف ، والكاتبة المفكرة سامية أبو زيد كما صادفت صديقى اليمنى المبدع جمال جبران ، وأنتيم روحى الكاتب محمد رفيع ، والكاتب المبهج وحيد الطويلة وزوجته الاعلامية منى سلمان والكاتبة الصحفية عبلة الروينى ، والشاعر ناصر دويدار ، كما صدمت عندما سلم على الشاعر أحمد عبد الجواد بيديه لأول مرة ، فأن الشاعر أحمد عبد الجواد رغم موهبته الفنية فى كتابة الشعر ، إلا أنه كان متدين الى حد عدم مديه للسلام على السيدات ، وكنت اتعجب بشدة من ذلك كيف يكون شاعرا من لديه ذلك الاعتقاد الضيق من وجهة نظرى طبعا ، وصديقى الشاعر صاحب الابتسامة الساحرة والعين الطيبة أيمن مسعود ، وحضرت ندوة للشاعرة الرائعة فردوس عبد الرحمن كان يديرها الناقد والمبدع حبيب قلبى المبدع سيد الوكيل ، والشاعر المحترم محمود الحلوانى ، واحتضنت الشاعر الكبير عم زين العابدين فؤاد الذى أمدنى بطاقة حركة هائلة لا تهدأ كعادته ، والشاعر الشاب المذهل سالم الشهبانى ، كما تعثر موعدى مع صديقتى الشاعرة القوية والتى تستحق من وجهة نظرى الخاصة ايضا أهم شاعرة مصرية لعام 2013 ولكننا تقابلنا اكثر من مرة أثناء تحركنا هنا وهناك فى المعرض وبعد المعرض ، كما صادفت الشاعر والصحفى الذى يحقد على علاقتى بصديقتاى مى خالد وجيهان عمر ، وانشالله سنستمر فى إغاظته ، ها .بس ، وقابلت أجمل روح طيبة يمكن أن تقابلها ، وهى تيسير سمك صديقة الجميع وهى زوجة الكاتب الرائع عمنا ابراهيم عبد المجيد ، مثال رائع لزوجة أديب ومثقفة تحترم الوسط الذى ينتمى اليه زوجها ، صديقة مثالية يتنافس علي مجالستها كل من يعرفونها ، وفى جولتنا بالمعرض أنا ورفيقتى التى لم تتركنى فى اليومين الكاتبة الشابة وعروس الوسط الادبى الجديدة رباب كساب ، وخطيبها المترجم أحمد صلاح الدين فمررنا بالكتب خان ، فكانت الناشرة الرقيقة كورقة شجر خريفية كرم يوسف تباشر موقع دارها فى المعرض ، فحظيت بلقائها وهى من الشخصيات المحببة الى قلبى وقابلت عم فتحى سليمان الكاتب الساخر ، وكذلك مررنا على الناشر الذكى أسلام عبد المعطى ، والشاعر والناشر فارس خضر ، وكان بصحبة الشاعرة دعاء زيادة متجهين لحضور حفل التوقيع الخاص بكتابها الجديد ، وكانت هائمة على وجهها بين الندوات وأجنحة المعرض الكاتبة صاحبة الشخصية النارية الصاخبة سعاد سليمان ، أختتمت اليوم الأول بلقاء صديقتاى ممن أطلق عليهم سند الحياة أنجى السعدنى وهانزادا فكرى وأنتيمى الذى أفخر بصداقته محمد رفيع ، وأختتمت اليوم الثانى بصديق لم أقابله منذ سنوات وهو الكاتب والمفكر الخلوق محمود العطار الذى كان يوقع كتابه الثانى الصادر عن دار هلا ، وهو من أصدقائى الذين عرفتهم فى ندوة الأسوانى واحتفظنا بصداقة طيبة منذ ذلك الوقت ، والتقيت احمد سليمان ، وعادل العجيمى ، وأسعد رمسيس ، وبالتأكيد كان المعرض يحتفى بالكثير والكثيرات من مبدعى مصر والعالم العربى الذين لم يسعدنى الحظ للقائهم ، ولكنى سعيدة بهذا المدد الابداعى ممن التقيتهم ، ويكفينى حتى موعد أدبى آخر يجمعنى بصانعى الكلمة ، وها أنا أعود لعزلتى بكل هدوء ، شعور جميل أن تتحرك بأختيارك ، ولا تدخل فى نقاشات سياسية مقيتة أو تتكلم عن أحد فى غيابه ، انت تقابل الناس لتستمتع بلقائه فقط لتحصل على قسط وافر من السعادة والراحة والوجود ، شكرا لمعرض الكتاب هذا العام 2014م.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراف الاعمى

الشذوذ الجنسى

القنفذ