سلام جميل على موتك
فى ليلة أقل حزنا من
ليلتنا هذه ، أجتزت تلك الممرات الحزينة وأحتضنتنى برغبة لم يكن فيها من الإثارة
الا البريق ، وأخبرتنى ، وعاركتنى كى أظل معك أطول وقت ممكن ، لكن كان لابد لى من
الذهاب ، لاننى بالتأكيد سأراك غدا ، ذهبت للبيت وأنا أدعو الله ان يريحك ويريحنى
من عذابات الاشتياق ، ونمت وفى حضنى لهفة العناق ، فى الصباح ، قرعت بابك ، لم
تفتح لى ، بل فتح لى شخصا آخر ، وقال لى هو هناك ؟
اقتربت منك أحضك على
الاستيقاظ ، لماذا أنت نائم هكذا ، اصحى ؟
أنا أطالبك بالاستيقاظ
بل أمرك ، أصحى أصحى ، احنا متفقناش على كدا بطل تمثيل ، انا هنا ، معى أشيائك
التى تحبها ، معى ابنتك التى لم تحتضها بعد ، اصحى ، وانت تتقن الدور وتزداد موتا
، لم يكن اتفاقنا على موت ، كنت كل ليلة أنتظر صباحها ، وكل صباح انتظر معركة
الليلة ، الليلة كان حلمى بأن رأيتك نائما فى حضن أمى وبرغم قدرتى على تفسير الأحلام
إلا اننى اخترت تفسيرا أقل قسوة من حقيقته ، ولكن لا مفر ، فقد ذهبت يا محمد ،
وقررت الرحيل عن عالم لم يراك وأنت عابر ، لم يراعى صخب روحك وإبداعك وخفة خطواتك
، شكرا لك إهدائى نهى ، وللمرة السادسة
أطالبك بأن تكف عن الحضور الدائم فى حياتى ، لاننى مللت العشق الافتراضى ، أريد
حبا حيا ، أدعى لى وانت ترانى هكذا بأن يرحمنى الله بعشق جديد ، يحيى فى تلك
المشاعر المهدورة فى التذكر والأحزان ، وحشتنى يا محمد ، الحياة هنا كئيبة الى حد
لا يحتمل ، ومبهجة بزيف لن تحتمله ، فهنيئا لك موتك الجميل .
تعليقات