يااااااااا .. حبيبى
أجلس فى فراغ المكان الواسع ، الذى
اصبح ضيقا على بوحدتى ، كم من الأفكار تدق رأسى ، والأمنيات ، كل الحوارات التى
دارت فى الشهور السابقة تراوغنى وترفض الخروج من رأسى ، أنتظر روايتى الجديدة الذى
عتقت فيها عبيد ذاكرتى ، فما انتهيت منها حتى حل عبيد جدد ، نسمة هواء جميلة تعبر
على جسدى الذى يخف بالمحبة التى يحوطنى بها اصدقائى ، ونعم الله التى لا تحصى على
، ما أن أشعر بالغضب حتى يربت على وهو يقول لى ، لا تخافى انا معك ، وانا بالفعل
اشعر به معى ، يشاركنى وحدتى ويحل لى أزماتى ، حتى معركة أخى معى لا تشغلنى ، فهو
يطالبنى بما لا طاقة لى به ، يسألنى بأختصار الا يوجد بين كل هؤلاء الرجال الذى
تعرفينهم بالوسط الثقافى رجلا يصلح لان يكون زوجا لكى ، تزوجى ولا تعيشى وحيدة
انتى وابنتك فأن الناس لا ترحم المرأة الوحيدة ، فأن ظل رجل ولا ظل حيطة ، فأخبره
بكل ثقة ، ان ظل الحائط عندى اهم من ظل الرجل ، فقد كان معى رجل ومات ، وربما اذا
تسرعت بالاختيار اجده رجلا الحائط افيد منه ، يشتد النقاش بيننا الى ان ينتهى وهو
يقول لى ، انت تحبين الوحدة وتدافعين عنها بكل طاقتك ، فأخبره ـ أذا تابعت ما اكتب
يا اخى ستفاجأ بأننى عدو الوحدة ، ولكنها عندى خير من جليس يحزننى ، ويصيبنى باليأس
والاحباط ، بدأ يصيبنى مؤخرا شعورا غبيا
بالإضطهاد ، أخشى أن أتحول لمريضة تحتاج لطبيب نفسى دائم ، فرفض الناس للمرأة التى
تعيش وحدها ونظرتهم التى تدينها دائما بلا اى منطق ، جعلتنى اتجه للعزلة ، يتعامل
النساء والرجال فى بلادى فى نظرتهم للمرأة الوحيدة بانها مدانة مسبقا بأى شىء مشين
، وأن عليها طالما تعيش وحدها ان تصبح كشوال البطاطس ، خرساء ، عمياء ، وربما
عاجزة عن الحركة حتى يتعاطف معها المجتمع المسكين ويعاملها معاملة
طيبة ، اما ان تكون مستقلة وسعيدة وترفض تدخل الاخرين فى حياتها ، فهى لا تستحق
التعامل معها اصلا ، وكأنه عقاب لها على وحدتها ، وكأنهم جميعا سعداء بحياتهم ولا
يشعرون بالوحدة أصلا ، لن يتخلص المجتمع من الكذب والنفاق ، والخوف ، والعهر ، الا
عندما يحترم نظرته للمرأة ، فالمرأة هى الصدق والنقاء والخير ، والمحبة ، لن أخضع
لقذارة من استعبدتهم عاداتهم وتقاليدهم الغبية وحولتهم لألة حكم على عباد الله ،
أنا أكره صاحب البيت الذى أسكن فيه لأنه يطالبنى بويثقة زواج ، وأكره مكان عملى
لأنهم ينظرون لأى فتاة غير متزوجة او سيدة وحيدة نظرة شفقة وترقب ومراقبة ، وأكره
من يلصقون بهن نقائصهم ، يا من لا تعرفون قيمة الوحدة ، والاستقلال ، يا من أعتدتم
على التبعية والقهر ، يا من ترون فى المرأة تابع دائما لرجل حتى وان كانت هى
الاقوى منه ، عودوا الى بداية الخلق ، تذكروا أن الله لم يخلق حواء لتسرى عن أدم
ولم يخلقها لتخدمه ولا لتكون هى شرفه وعرضه والخ الخ من عقد نقص الرجال معدومى
الرجولة اصلا ، خلق الله المرأة لأن الرجل أضعف من أن يقيم الحياة وحده ، أضعف من
أن يكون قائد بلا دعم أقوى من طاقته ، المرأة وقود الحياة ، وليست وقود الرجل ،
واذا كان هناك رجل عاجز عقليا وجنسيا لعب فى نصوص الدين ، ولعب فى تراث الانسانية
لخدمة عجزه ، ليضمن الا تنظر امرأته الى غيره ، او يراها غيره ، فعلى الاقل على
الرجال الذين يتمتعون بقواهم الجنسية والعقلية أن يصححوا مفاهيم توارثها اجيال عن
تبعية المرأة وقمعها ، فليست كل أمرأة وحيدة ، او لا تتبع رجل غانية ايها الفاهمون
، وربنا يرحمنى ويرحم من هن فى مثل موقفى من هذا المجتمع المفترس الذي يأكل ناسه ، ووسط كل هذا الصخب الدنيوى لا يسعنى إلا أن أذكرك يا
حبيبى ما أجملك يا جميل ، يا عظيم
، كم أنت حنون ، أعشقك ، أمتنانى لحضنك المدهش ، الذى حرك كل حواسى الانسانية ،
ياااااااااااه ، الى هذه الدرجة تحبنى ولاتكف عن أهدائى بهداياك المذهلة ، أحبك
أحبك احبك ، فلا يمكن لبشر على وجه هذه الارض اللعينة ان يفعل معى ما تفعله انت ،
ولا يريح قلبى مثلما تفعل انت ، لا توجد قدرة مهما كان تفسيرها العلمى أن تحقق لى
ما حققته أنت ، لم تتركنى يوما فريسة للحزن ، والوهم والضياع ، لم تتركنى للحاجة
والخوف ، بل صاحبتنى فى كل خطوة وحميتنى من كل شر ، ألهى كم أنت عظيم ، أحبك أحبك
أحبك.
تعليقات