لحم ميت






على كنبتى الحزينة المتعرجة ، انام بلا اكتراث لالآم الظهر التى تنغز فى ، متجاهلة تلك السجاجيد والبطاطين والملاءات التى نجدت بها السرير الحديد القديم ، أنام بلا خوف من من أى ساكن خفى فى البيت ، بلا قلق على غدا ، فى أمان اتقلب عليها وكأنها أبديتى ، أتابع القنوات الفضائية البلهاء بكل سذاجتها فى تصديق تخريف العالم ، يتجاهلون بكل اصرار ، هؤلاء الناس البسطاء ساكنى القرى والازقة الضيقة والحوارى الصغيرة فى كل مصر ، هؤلاء الذين لا يدرون من أمر وجودهم شيئا فى الأرض ، لا يعنيهم مبارك ولا البرادعى ، ولا ثورة ولا فلول ، هم حتى لا يدرون عن موقعهم فى الكرة الأرضية اى شىء ، أتابع بلا أى إنفعال مقتل وتعذيب وخبر عن اتهام شهيد ، أنهض لتحضير كوب مرامية ساخن اهدتنى اياها رجاء غانم صديقتى الفلسطينة التى تؤمن تماما بأن ثورة مصر ستحرر فلسطين ، أصدق معها ذلك ، ولا أدرى لماذا ؟
أتجاهل المعجبين ، معززة لنفسى عدم ثقتى المستمر فى جمالى المهدور ، يحلو لى احيانا التآسى على حالى ، كلما نظرت لجسدى الذى يمتلىء يوما بعد يوم ، حتى يتكوم على الكنبة حزينا باليا ، وقد تخثرت فيه سوائل عمرى الذى أخذه الحزن بكل رقة وثقة وهدوء ورضا 
أحاول قدر الإمكان كبح جماح غضبى من هؤلاء المنافقين الذين كانوا بالأمس يهللون لرئيس تحرير وهم يؤكدون له ، أنهم لن يتركوه ابدا ، وانه هو الذى صنعهم وان المكان بدون لا معنى له ، واليوم يتظاهرون بكل جرآة ضده معلنين ثورة كاذبة لمصالح شخصية 
نامت البنت فى ثباتها الملائكى تداعب احلامها المستقبلية ،هل أنا جديرة بأمومتها ؟ 
هل تستحق أم سلبية مثلى ، تنازلت عن حقها من عائلة والدها ، وأنها لم تخبر زملاء العمل أنهم كاذبون ومنافقون ، ومدعون جدعنة وشهامة ورجولة ، وأن مصالحهم فقط هى التى تحركهم ، وأنهم فارغون من كل مسئولية ولا يعملون اصلا ، ثائرة انا عن حق ، أم إدعاء ، لا ادرى ، على الأن حسم المسألة
 سأحسمها
 أنا ثائرة بما يكفى لأن أحرك الحجر من مكانه ، لكنى لا استطيع ان القى به على رأس اى مخلوق ، ثائرة فى كشف تلك النفوس الغبية المختلة ، ثائرة فى جعل ايامى أجمل بأن أذهب لمكان عمل ليس به صراعات على صفحة ، او صراع على مكتب شيك او أخر عادى ، أن اجلس فى هدوء على كنبتى اكتب واكتب ما يرضينى ولا يؤذى أبنتى ، هى فقط من تهمنى فى هذا العالم
عاش ابى عاش ابى عاشى ابى
ذلك الرجل الذى أتهمته يوما بأنه سلبى لأنه لم يتعارك فى الشارع
مع من يخبط فيه واكتفى بأن وجه له عتاب رقيق قائلا له
معلش يابنى ، الطريق زحمة ، وربت عليه بكل حب وسار
ثرت وقتها وسألته لماذا لم تعاركه ، فقال لى
 يا بنتى الحياة مش مستاهلة
يعنى هو قاصد يخبطنى انا بالذات
يعنى هو يعرفنى ، ربما يبدو المنطق سلبى
لكننى بعد كل هذا العمر
وكل هؤلاء المعتوهون الذين لا يتعمدون
خبط أحد وهم سائرون فى الطريق
 فى نفس الوقت الذى يوجهون لهم أعنف السلوكيات
أنا احب العيش فى سلام
لا أحب تعكير مجال طاقتى بهؤلاء البشر الملطخون بأثار الدم على شفاهم أثر أكل لحم بعضهم بتلذذ
فأنا فى النهاية أحب أن أحيى طالعى السعيد ، وعلى بكل حب آلا ألقى باللوم على طريق خالى من الاشارات ولا ألقى باللوم على سيارة لا تجيد الالتزام بالايحاءات ، وإنما ألقى باللوم على خطواتى التى لا تعرف ، كيف تدير موتور الاقدام التعبة ، ولا تجيد إصلاحه
معذرة طريقى حتى الأمس .. هو ذاك الامس فقط قضيته على غير رغبتك
 ولم أقصد أن أهين أستقرارك الشفاف
نعم سيدى ومدبر أمرى تمردت على رسوماتك القدرية لى 
لكننى خرجت من أمس بأن أقنع بانك أفضل من خطط لى غدا
وساعدنى فى الأمس 

تعليقات

‏قال P A S H A
مبدعة كالعادة
‏قال غير معرف…
الكتابة دي حلوة أوي
بس ناقصها مشهد جنسي عميق
هتبقى مكتملة الأركان
‏قال fati
thanks for your blog for more make up for see:
arabic online

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراف الاعمى

الشذوذ الجنسى

القنفذ