مع الاعتذار لطارق امام (الارملة لا تكتب الخطابات سرا )

دفعنى الفضول لزيارة البلدة الصغيرة التى قرأت عنها فى رواية حيث
يعيش فيها نوعية خاصة من النساء
لم ألمح واحدة منهن ترتدى ملابس حداد
بل وجدت الفراشات تلون سمائهن ، سألت على بيت كبيرتهن
وعندما وصلت وقبل دخولى لمقابلتها
حيث اثارت سيرتها فى الرواية الفضول فى نفسى
وذكرتها بأنها تكتب الخطابات سرا للفتيات
سمعتها وهى تقول لشابة جميلة تقف امامها ..
- أخرجى من هنا ، اذهبى فأنا لا اكتب الخطابات سرا
لا اكتب الا لحبيبى فقط ..
أذهبى انت واكتبى لحبيبك ما تشائين فعليك
ان تكتبى خطابك بنفسك
أعلنى حبك له
عليك تحمل عقبات العلن كما تتحملين معاناة السر .
بكت الشابة بكاءا احزننى واغضبنى من كبيرة الآرامل
نهرتها اكثر وصرخت فى وجهها
- أتبكين ؟ انت اذا تنتمين لبلدة اخرى
فهنا الارامل لا يجلسن فوق القبور فى الظلام يبكون أزواجهن
وحظوظهن انما يعملن على إمداد السماء بطاقة نور
حتى تستمر الحياة بنورهن
ايتها البلهاء لا تستجدى الارملة مساعدة صديق
لزوجها لتنتهى الحكاية بتحرش تقبل به فى النهاية
على سرير من قش
ولا تتكىء على صديقة لها فتغار منها على زوجها
أو حبيبها
- هنا
الارملة تعود عذراء كما كانت قبل الزواج
تنتظر حبيبا جديدا يطرق باب غرفتها المزينة بالورود
والشموع الملونة
وعرائس محشوة بالنعام تراقص بعضها البعض
يا فتاة الحزن اذهبى من هنا ، واطرقى باب عجوز
تنتطراحتضان الموت لتقابل شبحا لم ينتظرها
أذهبببببببببببببببى من هننننننننننننننننا فورا
-2-
دخلت عليها وهى فى حدتها حدثت نفسى بمجرد رؤيتها
"ما هذا الجمال "
كأنها فينوس تعدت الخمسين قليلا
لها جسد مشدود بض وملامح يقظة ، ولمعة عينيها
تنافس الشموع من حولها
تحول غضبها لإبتسامة وهى تطلب منى الجلوس
جلست وأنا أترقبها عن كثب
هل هذه الارملة العجوز الذى يحكى عنها الكتاب ؟
لا انها ليست هى بالتأكيد فلا يمكن ان تكون
هذه الفاتنة المثيرة ذات العيون النجمية ع
جوز تنتظر لقاءا سريا فى احدى المقابر
سألتنى
- ما الذى اتى بك للسؤال عنى ؟
- كتب عنك احد اصدقائى واثار فضولى
- ولكننى لا اعرف احدا فى عالمكم .
- نعم ولكنه زارك وزار عالمك فى حلمه الكبير
فكما تعلمين يمكن لعوالم كثيرة ان تلتقى فى الحلم
- اذا اهلا ومرحبا بك وبصديقك الذى شرفنى بذكرى فى كتابه
- معذرة ولكننى لم اسعد بسيرتك فى كتابه فما كتبه عنك أغضبنى
فانا لا احب الارامل اللائى يكتبن الخطابات سرا
- ومن الذى قال لك عنى هذه المعلومة المغلوطة
- صديقى فى الكتاب
- اه ربما يقصد امرأة اخرى ؟
- لا انه يقصدك انت بجمالك هذا وبشفافيتك ونورك
اذا لا مفر من انه لم يتقصى الحقيقة جيدا عن بلدة الأرامل
فأننا نسير على الارض بخفة النعامة ونرقص الباليه
على انغام الموسيقى
النابعة من روحنا كما تريد كل واحدة على لحنها
نشاكس الورود والنحلات فى اماكنهن حتى يقتربن
بعسلهن يملئن به افواهنا
فالنحلات كثيرا ما تخطىء الورد فتحط على ثغورنا
تنجب عسلها علينا
هنا لابد ان ترى قوس قزح وهو يدور حول بلدتنا
يوميا وقت الغروب
وقتها ستعرفين
اننا لسنا ممن ينتظرن الفرج بجوارأبواب العشش
بل اننا لا نربى حيوانات من الاصل
فالحيوانات والطيور تثير شفقتنا كثير ونحن لانقبل
الضعفاء مثيرو الشفقة بيننا
اذا ما دخلت منزل اى ارملة فى هذه البلدة ستجدينهن
متشابهات فالقوة الروحية تصنع المستقبل
والجرأة تحدى حقيقى للحزن الذى يسحب الجميلات
نحو الفناء قبل الاوان فيتحولن لمجرد
قطع سوداء يمسح فيهن عابرو السبيل قذارتهن وحقارتهن .
-3-
صمت بابتسامة يملؤها فرح لا مبرر له
إلا فرقعة العاب نارية فى السماء وقت حلول الظلام
-4-
- اعتذر ان اغضبتك
ابدا انا سعيدة اننى استطعت ان اخبرك بحقيقة بلدتنا الصغيرة
التى تنعم برعاية ربانية حيث تلتف الملائكة حولنا وحول اولادنا
تذهب الاشجار يوميا لشراء حاجياتنا من اسواق الجنة
كما نستعد دائما للقاءات مميزة فى مساءات سعيدة يأتى فى كل مساء
رجلا وسيما وجميلا يختطف احداهن ويرحل بها بعيدا عن البلدة
حتى لا تغار السيدة العجوز الارملة الكبيرة تلك التى سمعت انت عنها
فى كتاب صديقك فهى الوحيدة المقصودة ولا غيرها
فهى سيدة خرفاء بلهاء تعتقد انها تؤثر على الشابات الصغيرات
بخطاباتها السحرية الشيطانية
ولكنهن فهمن لعبتها وفررن منها واذا ذهبت لها الان ستجدينها
وحيدة هى وخطاباتها وسيفزعك مشهدها فهى لم تتعدى الاربعين
وتبدو وكأنها فى الثمانين
تملأ تعرجات الزمن وتجاعيده وجهها الكريه
وينحنى جسدها النحيل فى ترهل خرقة بالية عجنها طين الشارع
ولكن نصيحتى لا تذهبى الى هذا المكان المقفر عندها
فما ان يطرق بابها احد حتى تلتصق به فى محاولة لاثارة شفقته
ليبقى بجوارها لتكتب لها خطابا سريا جديدا
اما انا يا عزيزتى وكل من هنا فى بلدتنا الاسطورية
لا نكتب الخطابات سرا ابدا .

تعليقات

اعجبني التناول وذلك الحوار بينك وبين طارق لطفي

والذي يذكرني بما كان بين شوقي وحافظ
وأيضاً الريحاني والكسار

لكن لي ملاحظة أرجو أن تتقبليها
وهي خاصة باللوحتين الموجودتين هنا والموجودة في البوست السابق

لقد قرأت نقداً فنياً لهما في مدونة "جاليري" وتأثرت أثناء قرائتي لموضوعك بما قرأته سلفاً حولهما
فمثلاً أذكر التحليل للتعبيرات التي بين الرجل والمرأة
والتي ما كانت تعبر أبداً عن معنى "أكلك وتأكلني" ربما أكن مخطأ في إنطباعي هذا لكنه ما حدث لي

تقبلي مروري
وليد
bravoooooooooo
‏قال طارق إمام
سهى الجميلة
(:
كتابة جميلة
أو لنقل قراءة جميلة في عالم الأرملة
قراءتك الشخصية جدا
التي تحولت لكتابة تخصك و تشبهك و أخرجت معان جديدة و خيالات لا تصدق
((:
دمت يا سهى

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراف الاعمى

الشذوذ الجنسى

القنفذ