إلهى الصغير

لم تعتقد ابدا انها بهدوئها ونظافتها ستحمل قططا صغيرة فى بطنها ، كلما رأته وهو يتقيأ طعامها ، فما أصعب على القطة أن تتحمل رؤية هذا المشهد كل يوم
قطها المسكين يعتقد أنها لا تشعر بتلك القطة المختبئة خلف صناديق القمامة البعيدة عن المنطقة ، أو أنها لا تشعر بضجة الصناديق كلما ذهب الى هناك بحجة أنه يقتنص لها بعض الطعام الفاخر من بقايا سكان المدينة الراقية ...
تسمعه صوته الغليظ
مياو مياواااو مياوووو
وهو يتشممها تعرف ذلك الان ..
لن نتجادل فى كيف عرفت القطة البلهاء التى لا تدرى عن الكون شىء إلا مكانها البعيد عن الصناديق كيف تتم الحكاية

ورغم أدعاءات المسكين بأنه يذهب أحيانا للنضال مع قطط الشارع ضد هجوم القطط المتوحشة الذى أرسلها الفراعنة الملاعــين " لميدان الرماية " حتى يقومون بطرد القطط البيضاء والملونة من المكان وليدعوا الهرم لساكنيه الاصليين من القطط السوداء الألهة المكرمين وأن قطنا العزيز يناضل من أجل بقائه ومحبوبته وبنى لونه وفصيلته فى أرضهم الذين ولدوا فيها والدفاع عن صناديق القمامة الكبيرة التى يحتمون بها من البرد ...
من المفترض أن تقدر هذا الصنيع البطولى لقطها العزيز وتوافق دائما على أن تقف رافعه ذيلها له لإفراغ طاقته السلبية حتى يتفرغ للعمل الأعظم فى ميدان القتال ...أقصد " ميدان الرماية " ؟!

إذا كيف ستحمل القطة الجميلة قططا صغيرة طالما أن بطلها مهموم الى هذا الحد بالوطن !!
فقط وهو معها ..
أما عندما يذهب لقططته الاخرى خلف الصناديق فلا تسمع منه أزيز الهموم وهمهمات الوجع ، وأنما تسمع جلبة وصخب الصناديق فقط ...
وتناثر كل أنواع القمامة فى الشارع حتى تأتى البلدية لتزيحهما هما الاثنان فيفاجأوا بالتصاقهما
فجأة تحولا ككلبين "مفضوحين "

كيف لمن سكنتت البحر وسكنها ، من صادقت كائنات غريبة ، وراقصت أمواجه فراقصتها ، داعبت نجمات السماء فألقت فوق رأسها طوقا من لمعانها
أه ولو يصبح العالم كله بحرا
وتصبح هى موجة كبيرة ..لا .. بل كلنا أمواج كبيرة نعرف ان الشاطىء ليس نهايتنا ... الشاطىء بر امان .. الموت ... بر أمان
لكن متى يتحقق حلمها بتحول العالم لبحر
فساعتها سيكون من البديهى ان يأكل السمك المتوحش سماكات البياض وأن يلتف الثعابين حول الأخطبوط وأن يختفى معشر القطط لأن طبعهم لا يليق أبدا بالظواهر الطبيعية ... كما أن أرثهم الفرعونى أندثر وأصبحوا مجرد قطط شوارع ، لماذا تلد قطا للشارع وهى سليلة ألهة تقف بكل العظمة تحرس لهم تاريخهم السرى خلف تلك الاحجار ...
كيف ستلد القطة المنتظرة هكذا بهدوء وهى فى ركن عمارة ، مجرد عمارة نظيفة ؟

لن يصدق بالتأكيد أنها ترى أختلاجات مشاعرك الموجوعة كلما لمحت قطته أو رأتها وهى تداعبت أذنه بمواءاتها الولعة لن تشعر بنفسك إلا عندما تصف لك ذات مرة شكلك أوتلتقط لعينيك صورة لترى حبيبتك مثبته فيها وكأنها أخـر من رأيت !


تعليقات

‏قال محمود خليفة
هو الموضوع يحتمل الصواب
او يحتمل الخطأ
او ممكن الامر يمتد الى ما هو اكبر و أفشخ من ذلك
يعنى قد يكون الأمر بين البينين
و فى ذلك حيرة كبيرة سنقع فيها
فقد يكون الأمر صحيح و لكن بلا معنى
او قد يكون خطأ و لكنه ذو معنى
او ربما..لنفترض انه ذو معنى و لكن بلا قيمة
و ذلك يعود بنا الى عصور ما قبل التنوير و تلك الفترة العقيمة التى سبقت ظهور عمانوئيل كانط مرورا بظهور الوجودية فى أروروبا..الأمر يحتاج لدراسة متعمقة فعلا

و فى النهاية احب اشكر المدونة على اتاحة الفرصة للشباب عشان يقولو رأيهم
‏قال teba
ههههههههههههههههة
اية يا حودة المناغشة دى
انتى عارفة انة مسميكى سوها كاوازاكى
طيب احنا بنشكر برضة الشباب اللى بيعبر ..
ازيكم جميعا يا ولاد
فرصة سعيدة ولاهى
‏قال teba
طيب نتكلم شوية بجد
البوست دة حالة مختلفة فعلا..فكرنى بقصة قصيرة كتبها الروائى ياسر عبد اللطيف بس للأسف مش فاكرة اسمها
كانت عن الكلاب و بطلها كلب و حكايتة بعد ما فقد سلطتة فى منطقة المعادى و اللى احتلوة شوية كلاب من بتوع الايام دى
تحياتى
‏قال KING TOOOT
مياو مياو .. حبيبها ماعندوش ضمير
مياو مياو .. و حاينتهي لنفس المصير
مياو مياو .. قوليلها تولد قطتين
مياو مياو .. الحب يبقى لهم سرير
و عجبي
KING TOOOT
دي اول مرة ليا هنا ....حاسس فيكي بلمحة لزيزة مجنونة دماغ يعني
تحياتي اوي وهتشوفيني كتير هنا
‏قال soha zaky
محمود خليفة
الف مبروك العودة
وطبعا انا حقيقى ممتنة لتفسيرك العمبلوقى المفشوح حيث انه يوضح جانبا كبيرا من شخصية البطة المستخبية بين السطور
وعموما الخلاف فى الرأى لايفسد للوز مرقة نورتنا يا باشا

طيبة
دى قصة كتبتها من اربع سنين تقريبا وكانوا رافضين ينشروها عشان عنوانها بس وعلى فكرة قصة ياسر عبد اللطيف عارفها وهى بتدور فى المعادى وكانت حلوة جدا جدا وانا من اكتر قصصه اللى عجتنى ويمكن انت لفتى نظرى للتشابه فى الفكرة استخدام حيوان
لكن اعتقد ان الاسلوب فى القصتين مختلف وطبعا مننساش ان ياسر عبد اللطيف يعتبر استاذ بالنسبة لى
واشكرك فعلا على الملاحظة اللى كانت مهمة اوى بالنسبة لى
نورت يا جميل
‏قال soha zaky
كنج توت
بحس فعلا انك احد ملوك الفراعنة اللى محاوطنى فى خيالاتى واعتقاداتى
انت مسكون برضه بواحد منهم دا ان مكنتش فعلا منهم
‏قال soha zaky
دكتور مستكنيص

الهى وانت جاهى قادر يا كريم دايما تنورنى بخطوتك المستكنيصة دى
وانشألله نتبادل الزيارات ونشوف اخبار بعضينا ايه
سلام مستكنيص عظيم
‏قال mahmoud
يا عزيزتي سهى رجاء حار وحياة عينيكي يا شيخة تكتبى عربي لحسن انا بزولح من كلامك
‏قال soha zaky
ونيس
هههههههههههههههههههههههه
هاواحل دسقنى انى ابتك برعى
افسة دجا دجا
او حاول تبيج مرتجم

اما لو تقصد لغة الكتابة نفسها فعلا او لك نقد معين فيها من فضلك اكتب بالتفصيل عشان دا شىء يهمنى جدا طبعا وان كننت مش هاقدر اوعدك انى اكتب زى ما انت عايز
لانى باكتب زى ما انا عايزا
ولا ايه رأيك
المهم ان لو فى فعلا ملاحظة حقيقية لها علاقة باللغة العربية نفسها أفيدنى
لك كل الشكر والتقدير
‏قال Doaa Samir
أول مرة أدخل على بلوجك يا سهى.. وايييييييه؟؟ صابني عيار تقيل. هو أنا فهمت شوية وحسيت بشيء من الوجع كمان. أصل إنت مش اكتفيت بس برمز، ده حتى الرمز نفسه مفتوح.. الدنيا مليانة قطط من شاكلة حبيبها المشغول بالهم العام وهو معاها في حين إنه مشغول بأشياء أخرى وراء الصناديق.

الجو الغامق ده بالذات الصناديق فكرني بالكازينو اللي كان شغال فيه المصور -مش فاكرة اسمه- وعم جودة في رواية فيرتجو. مش عارفة اشمعنى! يمكن لأنه كان الصندوق اللي بيروحه المشغولون وكمان القائمون على العم الهام، والهم العام؟!د

بس التعليقات اللي فوق مش ممكن.. أنا وقعت م الضحك
(:
‏قال Doaa Samir
معلش باصحح خطأ عيب.. المفروض "على شاكلة" مش "من شاكلة".. ايه من شاكلة دي؟!د
كنت عايزة أقول من أشكال، وايدي بتكتب وعلى شاكلة، فبقى المُنتَج هجين. بس تصدقي يمشي برضه.. ما هو مشكّل!د
‏قال soha zaky
دعاء سمير
يادودو خطوتك دى بجد دبت فوق راسى بحنان ، وانا سعيدة جدا بيوم ديوان وانت عرضتيه بطريقة رائعة
اشكرك اولا على عرضك وثانيا
انا سعيدة انى الموضوع وصلك بجد كدا نورتى يا دودو
‏قال شادي أصلان
عميقة جدا تلك الكلمات لولبية
كل واحد بيشوفها بيفسرها بالشكل الي يهمه
اعتقد ان دا احد دوافعك لارتكاب جريمة الكتابة دي
اتمني انها متكنش وسعت اوي مني المرة دي
‏قال soha zaky
شادى اصلان
ابدا ابدا ، دى على المظبوط تمام
بس يارب الجريمة دى متدخلنيش مستشفى المجانين او السجن لأنى مش فاضية اليومين دول يا شادى
وعندك حق طبعا فى تأويلك
شوفى يا سهى
انت مسكونة بحب التدوين مش بحاجة تانية
وبالنسبة لتعليقك على شادى بتقولى مش فاضية تدلى المستشفى او السجن
احنا لا نتمنى لك ذلك لكن لو حتمت هتفضى

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراف الاعمى

الشذوذ الجنسى

القنفذ