الولد الثانى

ساعة دخول الشتا متسحب كدا بريحة الجو المتعبية بريحة الخضرة المبلولة
والندى اللى مزحلق الاسفلت بنعومة ولمعة تنعكس على عينك وانت
ماشى تعد بلدورات الرصيف وتسأله بيحبنى مبحبينش لغاية
ما تلاقى نفسك وقعت من على الرصيف فجأة من غير ما تعرف الأجابة
ساعة بتفكرنى بحالة حب بريئة أوى
هانـــى الثالـــث
فى الحلقة دى بدأ معايا تأكيد من القدر ان الدنيا صغيرة اوى ، ودا لما فى نفس النادى اللى هانى الأول زعل منى لأنى رحته غصب عنه ، قابلت هانى تانى أه والله العظيم بجد ، بس دا كان موضوع تانى خالص ، البيه كان عارف أن "هانى" الأولانى واللى كانت شلة "هانى التالث" بيسموه الواد بتاع الكاراتيه بيحبنى وانى سبته عشان عريس جانى اسمه برضه "هانى" ، دى مفارقة حصلت فى سنة واحدة بس من عمرى ..اللى هى نقلة من ثانوى لمعهد زى ما قلت قبل كدا ، وراح الاخ "هانى" الثالث، استلمنى بقى نظرات وتنهدات وشحتفات من اللى هى والبيه كان قمر بصراحة ، طويل طبعا ونحيف طبعا وابيض مش طبعا اوى يعنى وشعره اصفر وشنبه مخطط جديد أصفر برضه وبيلبس نظارة وتعتبر النظارة تراث ذكورى بالنسبة لى ، المهم فضل طوال الأيام اللى بروح فيها النادى ، يستنى موعد خروجى من " الجيم" ويقعد على ترابيزة قدام الترابيزة اللى انا اتعودت اقعد عليها وكنت عايشة فى دور سعاد حسنى ونادية لطفى ربانى كدا من غير ما اقصد والله ، اه كنت اروح بعد ما اخلص تمرين اقعد على النيل واكتب فى الاجندة اياها فاكرينها اللى هى دايما بتاعة رأس السنة الجديدة اللى انا فيها ، يوم بيوم كنت بكتب فيها فالبيه يقعد يعمل حركاته لغاية ما لعب فى نافوخى وطبعا أنا خلاص أخذت موقف من "هانى الاول " ورفضت العريس اللى أسمه "هانى" اللى كان جاى من السعودية وفرحان أوى أنه هايتجوز بنت أصغر منه بـ20سنة بس ، وهاتنغنه لانه ببساطة قضى عمره شقى ومحتاج بقى نوغه تنغنغه أمال ايه من حقه طبعا لكن بابا حبيبى ربنا يخليهولى يارب ، وقف وقفة محترمة لماما اللى كانت فرحانة أوى أنى وصلت لسن الجواز وبدأ الطلب عليا ، لا وأيه جوازة مستريحة لكن الحمد لله باظت .
والموضوع ماكنش شاغلنى خالص وقتها وكأنى مكبرتش بجد لسن الجواز اللى بيقولوا عليه دا ، أنا كنت مشغولة أوى بفكرة أنى اكتب معرفش ليه ، بابا العظيم كان رافض تماما أنه يساعدنى فى أى حاجة ليها علاقة بالكتابة ، "شوفى بس هاتعملى أيه فى المعهد وربنا يسهل بعد كدا" .. طبعا الاخ "هانى الثانى" الأصفرانى الأبيضانى الأحمرانى ، ركز معايا جامد ، لغاية طبعا ما علقنى فى حباله ، فضل يمرجحنى رايح جاى بمعنى أدق ، يوم يجى ، ويوم لأ ودى كانت طريقة لطيفة بيعملوها الشباب فى النادى ، عرفتها بعد كدا ، لما صاحبت كل العيال فى النادى ، لأن الاخ "هانى الثانى" ، بعد ما كلمنى مرتين وقعد معايا على الترابيزة اللى على النيل وجابلى "دبلة فضة" لبسهالى وهو بيكتب بسبابته على بطن ايدى "بحبك " وكمان محفظة جلد هدية فيها صورته بمناسبة عيد ميلادى اللى كان فى 25/11 برضه طبعا امال هايكون امتى ورحت انا كمان ردت له الهدية فى عيد ميلاده فى 9/2 تقريبا على ما اذكر لأنه كان برج الدلو فرحت انا كمان جبتله دبلة فضة ومحفظة فيها صورتى بالاضافة لكتاب شعر مفهمش منه حاجة طبعا وكان الكتاب من كتب الهيئة اللى بابا كان بيجيبها كتير ، طبعا استغرب منى جدا ، كل أصحابه شافونا وقعدوا معانا وإحنا بنتكلم مع بعض وحس انه أنتصر جدا وفجأة أختفى من غير سبب ، فزعلت أوى بصراحة لأنى إتعلقت به جدا جدا لأن طريقة النحنحنة والكلام الجميل كانت جديدة عليا لانج بصراحة وأتدهولت فى حبه دهولة كبيرة ، مبقتش انام ولا أكل وحاسة ان راح منى حاجة كبيرة اوى ، وكنت انام كتير وانا متغطية واعيط عياط جامد اوى وماما مستغربة ايه النوم الكتير اللى انا فيه دا ، وأسأل نفسى هو ليه مشى كدا ، هو انا عملت ايه بس وبعدين قعدت فى البلكونة فاكرينها اللى كنت بقعد فيها استنى هانى الاول ، اه هى ، قعدت بصيت للسماء وللحمام صاحبى وكلمت نفسى وقعدت كتبت كلام كتير اوى طبعا لو قلتهولكم دلوقتى هاتقولوا الحمد لله انه طفش وبعد كدا قمت اخذت قرارات عظيمة ، أنا قوية كفاية أنا مفيش حد يقهرنى أنا كبيرة ، وهو عيل ، اول حاجة عملتها اتخلصت من الطرحة اللى كانت لازقة معايا من اعدادى لأن ام المدرسة اللى كنت فيها وقتها كان صاحبها الحاج احمد فراج هو ومراته ابله نادية فارضين فرض على البنات انهم يلبسوا جلباب كحلى وطاقية او طرحة ففضلت معايا الطرحة كلازمة مالهاش علاقة بأى دين فى الدنيا غير المدرية ولما اتصدمت فى هانى الثالثا حسيت ان الطرحة دى خانقنى وكاتمة على نفسى رحت خلعاها فورا وبقيت اروح الكوافير واعمل شعرى واهتم بلبسى ، يعنى اتغيرت كتير عن اول ما خلصت ثانوى ، كان فرحان أنه خلى أصحابه يشفونا مع بعض بس لأنه قدر يقعد معايا على ترابيزتى ، ماشى مفيش مشكلة ، وفى خلال شهر ، كان كل أصدقائه بيقعدوا معايا على ترابيزتى بيشاركونى قراءة كتاباتى فى اجندتى ويساندونى فى محنتى من صدمتى فيه ، بجد ، تعاطفوا معايا تعاطف فظيع ، وقلبوا عليه قلبة سودا ، ازاى دا حصل معرفش بس بقوا اصدقائى جدا بعد كدا وشلتى فى النادى ، اللى كل يوم اروح عشان نقعد مع بعض ، طبعا اتضايق اوى من معاملة اصحابه ليه ونبذوه خارجهم تماما ، فحاول يعمل حاجة ترفعه فى عينهم ويصحح بيها موقف الندالة اللى عمله ، فحاول يرجعلى ، فجأة كدا ، جه وطلب منهم يقوموا عشان عايزنى فى حاجة مهمة ، قاموا فعلا ، وقعد بقى يقولى بحبك مقدرتش اعيش من غيرك ، انا أسف جدا ، متزعليش منى ، سامحينى ، الخ كل الأسطوانة المعروفة فى الحالة دى واللى غنالها عمرو دياب ومحمد فؤاد وايهاب توفيق وام كلثوم كمان ، على العموم رجعت تانى ، واستمرينا نقعد شوية كل مانتقابل على النيل ، ويوصلنى لحد اقرب نقطة لبيتى وهو بيوعد ويحلم ويتمنى ومسك ايدى مرة "قال ايه بيعدينى" حسيت جسمى اترعش رعشة بدأت من بطنى بالضبط ، مفهمتش أيه معناها طبعا ولا حاولت افسرها خالص ، لكن خبيتها اوى جوايا ، وبعدين بعد ما عدينا الشارع ، قالى:
- انا اسف متزعليش منى ، على فكرة ماما عايزا تشوفك اوى ، مصدقتش
- بجد
- اه ، هاتيجى النادى بكره عشان تشوفك ، حضرى نفسك بقى
- حاضر
وانا طايرا من السعادة ، كل دا وماما حاسه بيا جدا ومش عايزا تتكلم معايا ، كانت بتتكلم معايا بشكل غير مباشر ، زى أنها تحكى عن واحدة صاحبتها زمان أو حاجة شافتها فى التليفزيون عشان تنصحنى من غير ما تنصحنى ، المهم تانى يوم رحت شفت مامته وجالى احساس ساعتها انى مش للولد دا ابدا ، تعلقها به كان غير طبيعى وحسيت انها عايزا تمسك الكوباية اللى قدامها وتخبطنى بيها ، ومستفزة طول الوقت من أهتمام الاصحاب والرجل بتاع الكافتيريا بي ، وبدأت التحقيق
- بابا بيشتغل ايه ؟
- صحفى
- والله
- اه يا طنط
- فين بقى يا حبيبتى
- فى الجمهورية يا طنط
- اه وماما بتشتغل ايه ؟
- ماما ست بيت
- ليه مبتشتغلش انشألله ، بابا مبسوط
- لا الحمد لله احنا كويسين ، بس ماما ست بيت
- طيب وانت بقى بتعملى ايه ؟
- انا بدرس حجز تذاكر طيران وكمبيوتر وانجليزى ، وبكتب شعر وقصص كمان !
- لقيت نظرة ذهول عظيمة على وشها ، قصص دا ايه
- اه يا طنط ما انا هاشتغل اديبة !
طبعا مفهمتش منى حاجة ، كانت الست أم هانى بتشتغل فى شركة "سيد" للأدوية , تشبه كثيرا نعيمة الصغير فى فيلم العفاريت بتاع عمرو دياب ـ بالمناسبة كان "هانى الثالث" دا بيحب عمرو دياب حب غير طبيعى -بيعشقه لدرجة انه كان بيتعمد يبالغ فى محبته عشان أغير منه ، دماغه بقى ، المهم الست نعيمة الصغير اقصد ام هانى محبتنيش ومحبيتش اى بنت اصلا ، لأن هانى كان وحيدها وهى زوجة تانية وكبرت ومبتخلفش وعايشة حياتها عشانه وبس ، فقررت انها تتجوزه مكان جوزها اللى مطنشها ، راحت الايام وجت الايام ، بقابل هانى بالصدفة من حين لآخر لأن زى ما قلت الدنيا صغيرة ، فضل كل ما يشوفنى يقولى محبتش غيرك ، بحبك ، بس اعمل ايه ، ظروفى –امى-الدنيا وكان بيجيله ذهول كل مرة من التطور اللى بيبان على شخصيتى
- بتشتغلى فين
- فى الجمهورية
- يا شيخة
- اه والله
- طب كويس ، طب نتقابل
- تعالى قابلنى على القهوة ، نعم قهوة ايه ميصحش انت ايه اللى جرالك انت ماكنتش كدا
وكل مرة اشوفه الاقيه باين عليه انه مستريح ماديا فى حين انه يؤكد انه بيعانى فى دنيته ومش قادر يتجوز غيرى وكدا ، وطبعا لأنى مكشوف عنى الحجاب ، عرفت لوحدى أنه أتجوز عن طريق أمه ومعرفش عنده أولاد دلوقتى ولا لأ ، لكنه من أربع سنين سكن فى شقة 6 أكتوبر اللى كانت امه حاجزهاله من حوالى 25 سنة ، لقيت نفسى باتصل بيه وباباركله بحب شديد جدا وقتها ومكنش جوايا اى مشاعر ضيق تجاهه ، بالعكس مشاعر منتهى الشفقة ، لأنه عاش بأمه واتجوز لأمه ، وفلوسه لأمه ، كان بخيل جدا جدا ودى حاجة اكتشفتها لما كنت باقابله بالصدف اياها كل كام سنة ، بخيل جلدة طبعا ، عشان كدا هو ممكن يعمل فلوس كتير ويبقى راجل بيت درجة اولى ، وميعرفش يحب على مراته لسبب مهم جدا التوفير ، حتى لو هاتصرف عليها لأن البخلاء مبدأ التوفير عندهم فى كل شىء حتى الصحة مش كدة ولا أيه هههها ..ربنا معاه هانى الثالث...



تعليقات

‏قال Gaza
هاني الثالث!

يعني ممكن بعد يومين أدخل اقرأ عن هاني الرابط، أو سلسلة السيّد هاني انتهت على كدا


رائع جداً
سأبقى بالقرب دائما لأقرأ مدونتك
‏قال fawest
مش عارف أقول إيه
أه
رد غير مقصود على مقوله ماركيز فى كتابه عشت لأروى
كتبت تحت كامته اللى الكل حافظها
لن يتصور عقلك ما يحمله من ذكريات
ألا عندما تكتب



جميل يا سهى أنك وعيتى أنك عاوزه تبقى أديبه من بدرى
‏قال Mohamed Kamal Hassan
ياااه
بوست حلو جدًا
انتى عارفة بقى حكاية أسرار الحب بتاع زمان دى لما بتتطلع بتلاقى معجبين كتار زى حالاتى

دخلت قريت من أول البوست بتاع البنت نهى بصورها التحفة ربنا يخليهالك

وقريت البوستات اللى بعدها كلها

البوستات دى جامدة


تسلم إيدك
وكل سنة وانتى طيبة بمناسبة عيد ميلادك
والسنة دى تكون أحسن وأجمل
وتفرحى بنهى وهى بتقول جملة كاملة
((:
‏قال Reem
هههههههه حكايات عسل ياسهى
ربنا يوفقك ياسهى وحشانى اوىىىى
‏قال حسن ارابيسك
no comment
كل سنة وانتي طيبة
25/11
‏قال Dr. Diaa Elnaggar
كل سنة وانت طيبة

ضياء
‏قال soha zaky
gaza

اطمن السلسلة اللى جاية سلسة محمد ، معلش والنبى متملش منى الله يخليك اصبر للآخر وقلى كان ينفع كدا ولا لأ
اشكرك جدا على تشريفك الدائم ليا يا جازا

فاوست
عندك حق يا فيلسوف ، قصدى يا فيلسوف بنها

ايه دا بس يا ناس ، محمد كمال حسن بجلالة قدره منورنى هنا ، ياعم النجم ايه الموضوع مختفى ليه من كل الاماكن ، الاماكن كلها مشتاقة لك ، ايييه ، عموما الحمد لله ان فى حاجة عندى عجبتك يا شيخ محمد
‏قال soha zaky
ريم الجميلة
جمايلك مغرقانى يا قمر ، وانت اجمل واحلى واوفى صديقة نتية ليا يا قمر ، السنة الجاية انشألله نكون شفنا بعض بقى ولا ايه

ارابيسك ...
وانت طيب يا فنان


د. ضياء النجار

وانت اطيب واطيب واطيب واطيب من كدا ميت مرة ، بجد متشكرة ليك اوى على الرقة المعهودة طبعا .
‏قال Reem
اتمنى ياسهى اشوفك فى اقرب وقت مش السنة الجاية بجد اتمنى فى اقرب وقت
‏قال كريم بهي
دلوقت بس عرفت بتجيبى الحاجات دى منين
من كتاب الف هانى وهانى
لسهى بنت المقفع

بس بتهيألى والله اعلم
انى شفت الفيلم دا قبل كدا
لكن اللى هيجننى مين هو المخرج
والبطلة ياترى لسه بتمثل ولا بكدا بتكتب اعمالها الكاملة وهتعتزل ؟؟

ملحوظة
كل سنة وانت الطيبة والجمال والحنان والرقة والشقاوة والجرأة والحب والامومة والانوثة والسما والميه والهوا
واحنا من حواليكى بندعيلك بطولة العمر الجميل
قووووووووولوا ياااارب

كـ
ـر
يـ
م

بـ
هـ
ي

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراف الاعمى

الشذوذ الجنسى

القنفذ